منذ تولي أعباء مهمة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات في شهر كانون الأول/ديسمبر 2015؛ أخذنا على عاتقنا مسؤولية تمثيل القضية العادلة للشعب السوري الأبي الذي انتفض في وجه الاستبداد والقمع، ملتزمين بمبادئ الثورة والتي نصت على: المحافظة على وحدة الأراضي السورية، واستعادة استقلال الدولة وقرارها السيادي، والحفاظ على مؤسساتها، والعمل على تأسيس نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، دون تمييز أو إقصاء، دون أن يكون لبشار الأسد، وأركان ورموز نظامه، مكاناً فيه.
وعلى الرغم من المصاعب الجمة التي واجهناها؛ فإننا بذلنا غاية جهدنا لتمثيل تطلعات الشعب السوري في عملية الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي، متسلحين بمبادئ الثورة ومرجعيتها، الأمر الذي ساعدنا على الصمود أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد، وعلى التصدي لمحاولات بعض القوى الخارجية اقتسام بلادنا إلى مناطق نفوذ ضمن صفقات جانبية يتم إبرامها بمنأى عن الشعب السوري.
وعلى الرغم من تباين المواقف وتعدد الآراء؛ بقيت الهيئة متماسكة نتيجة الجهد الذي بذلناه لتقريب وجهات النظر، حيث مددنا قنوات التواصل والتنسيق بين مختلف مكوناتها، وعملنا في الوقت نفسه على النأي بأنفسنا عن أية اصطفافات خارجية للمحافظة على استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني.
وبعد مسيرة تقارب السنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية المجيدة التي لم نحد عنها طرفة عين؛ أجد نفسي اليوم مضطراً لإعلان استقالتي من الهيئة العليا للمفاوضات متمنياً لها المزيد من الإنجاز، ولبلدي الحبيب سوريا السلم والأمان والاستقرار.
ولا يفوتني في هذا المجال أن أعبر عن خالص امتناني لكل من وقف معنا وساندنا من أبناء شعبنا الأبي، ولجميع من ناصر قضايانا العادلة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور رياض حجاب
الاثنين 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2017